نسرين العسال تكتب: دماء في رحاب الأقصى

نسرين العسال
نسرين العسال

أتذكر منذ أن كنت تلميذة فى المرحلة الإبتدائية ،كان لدى معلمة التربية الدينية، التى كان لديها من العلم ،ما يكفيها ونظرا لتدينها الشديد فقد كانت تغمرها السعادة ،حين تحكى لنا قصص الانبياء وتحفظنا القراءان ،وتحكى لنا مالذ وطاب من القصص والعبر الدينية، لنستفيد منها وأتذكر آنذاك، أن من تلك هذة الموضوعات حديثها عن المسجد الاقصى ،ومدى عظمته وقدسيته وقالت لنا وقتها أنه ثالث الحرمين الشريفين، لتواجده في مكان مقدس، و حوله قبة الصخرة، وهى مدينة القدس، فقد حكت لنا أن فى هذا المكان الطاهر، تجلت فيه ثمة أحداث كفيلة أن تحفر فى ذاكرتنا حتى الممات ،فقد كان على سبيل المثال سيدنا يعقوب يناجي ربه من فوق الصخرة، حيث كانت هذه الصخرة محطته ومكانه الذي تقرب فيه الى الله عز وجل حيث كان دائم الدعاء الى الله والتضرع إليه، ومن هذا المكان أيضا صعد رسولنا الكريم إلى السماوات، وليس أي مكان أخر، حيث لم يحدث في أي مكان بسبب قدسية هذا المكان الكبيرة. الى جانب ان عندما فتحت مكة، وأصبحت المدينة المنورة كلها مسلمين، قرر رسولنا الكريم أيضآ أن يجعل من بيت المقدس مكان طاهر من أي شرك ،وغيرها من الروايات و التجليات الروحية التى حكتها لنا معلمتى نشأت فى هذة البقعة الطاهرة .
 وحتى لا أطيل عليكم فأردت بهذة الكلمات، التى لا تفى حق  وعظمة وقدسية ،هذا المكان أن تكون مدخلا لما حدث من بشاعة أقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، اليس من من حق الشعب الفلسطينى الدفاع عن أرضه ومقدساته الى أمد الدهر ؟ اليس من حقه إسترداد كرامته التى تهدر منذ تاريخ مضى وإلى الان  ؟ .
 للأسف قد أعتدنا على مشاهد أعتقال الشباب ،والرجال، بل والنساء وتشريد الابناء ،كل هذا من أجل موروثات، وعقائد لديهم رسخت فى ذاكرتهم لا انتهى بعد ! الى أن جاءوا بكل خسة ، لتقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد  الأقصى، بمنتهى الوحشية خلال الشهر الكريم أثناء أداء صلاة التراويح، ومن وجهة نظرى فقد جاء الاقتحام ، ليس للمسجد الأقصى فحسب  إنما جاء أيضا أقتحاما  للاعراف، و القوانين السماوية ،بل وجرم ترفضه كل معانى الانسانية ،فكيف سولت لهم أنفسهم بالاعتداء على المصليين، والمعتكفيين دون رحمة ،وهذة ليست السابقة الاولى فى تاريخ الاحتلال الإسرائيلى، بل تكرر مرارا من قبل ! فهم يقدمون القرابين فى ساحات المسجد الاقصى، فى شهر رمضان المبارك ،كانوعا من طقوسهم الدينية .
 واخيرا لابد وأن يأتى دور المجتمع الدولى ،ومعه يدا بيد الدول الإسلامية ،لإدانة تلك الانتهاكات بأخذ كافة التدابير، للوقوف أمام المستوطنات الإسرائيلية، ومنعهم من الاقتراب الى حرم المسجد المقدس ،فقد كان هذا الاعتداء تجاوزا  لكل الخطوط الحمراء ونحن على أمل  حسم الامر قريبا.